الخميس، 7 يناير 2010

لضربتهم بصوارمي ولساني ! ..


فإني بحمد الله بعد ان عرفت الحق .. قلت : اني على بينة من ربي .. ونذرت لله ان اترصد لكل مخالف وصاحب شبهة كل مرصد وان ادافع عن ديني بقدر ما تركته حينا من الأحيان حتى اقدم الإعذار الى الله . . و ( معذرة الى ربكم ) لعلهم يهتدون .

ثم اني خالطت من الفئات الضالة كثيرا . . خالطت المتطرف . . الليبرالي .. العلماني .. الرافضي .. الإسماعيلي .. الصوفي .. و الملحد وبحمدالله فإني على صغر سني الا ان الله قد وهبني من ( الحكمة عتيا ) حتى انني اتظاهر امامهم بأني اقلهم علما حتى اذا برزوا يتكلمون في امور ويموهون ويمخرقون على العامة ارصد لهم كل مرصد . . وعلم الله اني لم اتخذ لا جاها ولا منصبا انما طلبت هذا ابتغاء مرضاة ربي . . كي يسجل لي بعد موتي هذه الحسنة علها تشفع لي في يوم يشيب له الولدان شيبا .

وعلى ما واجهت من هذه الفئات .. لم اواجه لا اعند ولا اعرض عن الحق مثل ما اسموا انفسهم ( ليبرالية ) .. قيل لي : حدثنا يا ابن عباس عفى الله عنك لماذا كانوا اعرض عن الحق من غيرهم ؟ قلت : انهم فئة اجروا عقولهم لعقول سيدهم في الغرب .. وهم فئة قالوا غير الذي قال الله و جاء به محمد صلى الله عليه وسلم .. فإني لا ارى لديهم دليل و لا حجة ولا برهان . . كل الذي اراه مجرد اراء فلسفية بعيدة عن الدين . . هي لا تصلح في بلادنا . . تتعارض مع الشريعة فما بالي ارى اقواما يطالبون بها هنا مع علمهم التام انها تتعارض مع الإسلام الصحيح على منهج اهل السنة والجماعة ؟ ارضوا غير الإسلام دينا ؟ ولم يخشون ان يعلنون هذا علنا وهم مقرين به ؟ ولماذا يهاجمون العلماء ؟

قلت غفر الله لي : قد كان لي استضافات في انديتهم ومنتدياتهم الأدبية في الرياض وفي جدة وفي الطائف و في الأحساء و لقد رأيت منهم حسن الضيافة من باب الخوف من الدرة العمرية التي نسجتها لهم جزاء ما ضحكوا على العقول بإسم التغيير . . فإني والله قد جلست في صدر مجالسهم وانا اصغرهم سنا والوحيد بينهم وسموني ( السلفي ) - ولي الفخر - بين مجموعة الليبرالية ولقد آذوني بالهمز و اللمز وعلم الله مازادني ذلك الا اصرار على فضحهم و هتك استراهم وانا على بينة من ربي وبمدد وعون من الله .

وفي 14 ربيع الأول من العام الهجري 1430 هـ كنا في ضيافة احدهم ويقال انه من ساداتهم .. تصدر المجلس واخذ يرغي ويزبد .. فموه ومخرق تلك الليلة . . ولقد كنت اتحين الفرصة للإنقضاض عليه حتى اعريه امام اصحابه وامام العامة وابين لهم جهله وهو لا يعرفني و رأى صغر سني و قلة حديثي فظن اني منهم و الحمدلله الذي لقح فطنتي بحكمته فلقد جنى على نفسه بكلمة حين قال ( شريعة محمد هي افضل الشرائع على الإطلاق لكنها لا تستوجب ان نحييها في عصرنا فلقد وجدنا البدائل ) وكان يقصد ان ما انزل في تشريع الحجاب والإختلاط و الإنفتاح والتحرر السلبي البغيض يجب ان يحدث الآن فبضل الله تعالى انققضت عليه كما ينقض الأسد على قطيع الضأن و رددت عليه بدرة منسوبة الى عمر .. ذبحته ثم سلخته ثم جعلته حائر الفكر لا يستطيع ان ينبس ببنت شفة بعد ان قلت فيه ماقلته ولعل من ابرز ما قلته في معرض ردي الصارم عليه ( خبت يا حارس الوصيد لا بديع في البيت ولا بيت في القصيد .. يا ناشر السخف قد حركت تيارا . . ان كنت ريحا فقد لاقيت اعصارا .. او كنت سيلا فقد لقيت ذا لجج مغطمطما طامح الأمواج زخارا ) فإندهش العلج و فغر فاه ولم يكن يتوقع ان احدا سيرد عليه و اطبق الله على شفاههم جميعا حتى انتهيت من كلامي فلم يقاطعني احد فعلمت ان الله كان معي الى ان وصلت بقولي : ( والله ما ننتظر الا ان تحل علينا صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود فنقوم فيضرب بعضنا اعناق بعض بسبب ماتدعون من تغيير شرع الله ) ثم اخذ نائبه يحاول استدراك الأمر ويقول انا اعتذر نيابة عنه قد اساء التعبير فصمت العلج و اصبح كل واحد منهم حيران لا صوت له . . وبحمد الله خرجت مرفوع الرأس لأني اعتقد وكما اظن اني قدمت شيئا لديني و بفضل الله تعالى الآن نحن على اعتاب مرور سنة كاملة والله انه بعد هذا الكلام و بعد ردي عليه لم اعد اقرأ له في الصحف ولم يحضر قط اجتماعا انا فيه ويقال انه لا يحضر الآن اطلاقا . . قطع الله دابر القوم الضالمين والحمدلله رب العالمين .

واني والله قد حضرت تجمعاتهم وعرفت افكارهم . . ماهم الا امعات . . وابواق استخدمها الغرب لنشر سمومه بيننا بإسمهم . . وهم يريدون ليطئفوا نور الله ولكن هيهات مادام في جوف هاماتنا شجاع فكل ليبرالي جبان .

وقبل شهر تقريبا كنت في حضرة احدهم ( كبيرهم ) واظنك عرفتموه . . فسألني : ما تقول يا رجل فينا ؟ قلت : لا اقول فيكم الا ما قاله الله عن الضالين المنافقين . . من يريدون ان يغيروا دين الله وشريعة الله . . فبدأ الحوار و اشتد واتى علج ساقط آخر وقال بمقالة مشابهة لمقالة العلج السابق . . فرددت عليه بفضل الله ولكن تم عزلي عن نواديهم بفعل فاعل والآن انا ارد عليهم فقط عبر الرسائل لكني ممنوع من دخول انديتهم . . ولا عجب . . فقد والله حشرتهم وحصرتهم و حرقتهم في صدور مجالسهم وقهرتهم والرحمن وكيلي سبحانه لذلك لم يجرؤ احد منهم على مجارات حديثي حتى وان ضعفت احيانا وضعفت حجتي فالله يمدني بمدد من عنده ويلهمني الحكمة كي اقلب حججهم عليهم . . والآن صدر قرار بمنعي من دخول انديتهم لمدة غير معلومة و علم الله كما قال لي احد الذين يذهبون معهم من الصحفيين انهم اخذوا حقهم من الكلام فيك ولقد علم الله اني سمعت كلامهم عنك فرد عليهم بما يناسبهم . . فأرسلت الى رئيسهم مقالة والى نائبهم نسخة منها اقتبست في نهايتها بأبيات شعرية للإمام الأندلسي القحطاني . . وقلت في بداية المقالة : قد علمت والله انكم ما ينطبق عليكم الا قول : اسد علي وفي الحروب نعامة صفراء تنفر من صفير الصافر . . وختمتها بقول : ان كنت تريدون سلما فلا والله لا اسالم حتى تهتدوا وان تريدوا هجاءا و ردا صارما فعلم الله ان هذا ما اريد لكي افضحكم بين بعضكم البعض و اكشف زيفكم للناس . انتهى : ابن عباس غفر الله له حرر في : 1-1-2010 . ولم يأتني الرد منهم .


وهذه هي الأبيات التي اقتبستها و وضعتها في معرض رسالتي لهم اقتبستها من شاعر ذرب اللسان ( الإمام الأندلسي القحطاني رحمه الله ) :

يا معشر المتكلمين عدوتم عدوان أهـل السبـت فـي الحيتـان
كفرتم أهـل الشريعـة والهـدى وطعنتـم بالبغـي والعـدوان



فلأنصرن الحق حتى أننـي آسطـو علـى ساداتكـم بطعانـي
الله صيرني عصا موسـى لكـم حتـى تلقـف افككـم ثعبانـي
بأدلة القرآن ابطل سحركـم وبـه ازلـزل كـل مـن لاقانـي
هو ملجئي هو مدرئي وهو منجني من كيد كـل منافـق خـوان
إن حل مذهبكم بأرض أجدبت أو أصبحت قفـرا بـلا عمـران
والله صيرنـي عليكـم نقمـة ولهتـك ستـر جميعكـم أبقانـي
أنا في حلوق جميعهم عود الحشا اعيى أطبتكم غموض مكانـي
أنا حية الوادي أنا أسد الشرى أنا مرهف ماضي الغرار يمانـي
بين ابن حنبل وابـن ( الحمد ) سخـط يذيقكـم الحميـم الآن
داريتم علم الكـلام تشـزرا والفقـه ليـس لكـم عليـه يـدان
الفقه مفتقـر لخمـس دعائـم لـم يجتمـع منهـا لكـم ثنتـان
حلم وإتبـاع لسنـة أحمـد وتقـى وكـف أذى وفهـم معـان
أثرتم الدنيـا علـى أديانكـم لا خيـر فـي دنيـا بـلا أديـان
وفتحتـم أفواهكـم وبطونكـم فبلغتـم الدنيـا بغـيـر تــوان
كذبتـم أقوالكـم بفعالكـم وحملتـم الدنيـا عـلـى الأديــان
قراؤكـم قـد أشبهـوا فقهاءكـم فئتـان للرحمـن عاصيتـان
يتكالبان على الحرام وأهلـه فعـل الكـلاب بجيفـة اللحمـان
يا ( ليبرالية ) هل شعرتم أننـي رمـد العيـون وحكـة الأجفـان
أنا في كبود ( الليبرالية ) قرحة أربـو فأقتـل كـل مـن يشنانـي
ولقد برزت إلى كبار شيوخكم فصرفت منهم كل مـن ناوانـي
وقلبت ارض حجاجهم ونثرتهـا فوجدتهـا قـولا بـلا برهـان
والله أيدنـي وثبـت حجتـي والله مـن شبهاتـهـم نجـانـي
والحمـد لله المهيمـن دائمـا حمـدا يلقـح فطنتـي وجنانـي
أحسبتـم يـا ( ليبرالية ) إننـي ممـن يقعقـع خلفـه بشـنـان
أفتستر الشمس المضيئة بالسها أم هل يقاس البحـر بالخلجـان
عمري لقد فتشتكـم فوجدتكـم حمـرا بـلا عـن ولا أرسـان
أحضرتكم وحشرتكم وقصدتكم وكسرتكم كسـرا بـلا جبـران
أزعمتـم أن القـرآن عبـارة فهمـا كمـا تحكـون قـرآنـان
إيمان جبريل وإيمـا الـذي ركـب المعاصـي عندكـم سيـان
هذا الجويهر والعريض بزعمكم أهما لمعرفة الهـدى أصـلان
من عاش في الدنيا ولـم يعرفهمـا وأقـر بالإسـلام والفرقـان
أفمسلم هـو عندكـم أم كافـر أم عاقـل أم جاهـل أم وانـي
هذي الشقاسق والمخارف والهوى والمذهب المستحدث الشيطاني
سميتم علم الأصـول ضلالـة كإسـم النبيـذ لخمـرة الأدنـان
ونعت محارمكم علـى أمثالكـم والله عنهـا صاننـي وحمانـي
أني اعتصمت بجبل شرع محمد وعضضتـه بنواجـذ الأسنـان
اشعرتـم يـا ( ليبرالية ) أننـي طوفـان بحـر أيمـا طـوفـان
أنا همكم أنا غمكم أنا سقمكم أنا سمكـم فـي السـر والإعـلان
أذهبتم نـور القـرآن وحسنـه مـن كـل قلـب والـه لهفـان
فوحق جبار على العرش استوى من غير تمثيل كقـول الجانـي
ووحق من ختم الرسالة والهدى بمحمـد فزهـا بـه الحرمـان
لأقطعن بمعولي أعراضكم ما دام يصحـب مهجتـي جثمانـي
ولأهجونكـم واثلـب حزبكـم حتـى تغيـب جثتـي أكفانـي
ولأهتكـن بمنطقـي أستاركـم حتـى أبلـغ قاصيـا أو دانـي
ولأهجون صغيركم وكبيركم غيظا لمـن قـد سبنـي وهجانـي
ولأنزلـن إليكـم بصواعقـي ولتحرقـن كبـودكـم نيـرانـي
ولأقطعن بسيف حقي زوركـم وليخمـدن شواظكـم طوفانـي
ولأقصـدن الله فـي خذلانكـم وليمنعـن جميعكـم خـذلانـي
ولأحملن على عتاة طغاتكم حمل الأسود علـى قطيـع الضـان
ولأرمينكـم بصخـر مجانقـي حتـى يهـد عتوكـم سلطانـي
ولأكبتن إلى البـلاد بسبكـم فيسيـر سيـر البـزل بالركبـان
ولأدحضن بحجتي شبهاتكـم حتـى يغطـي جهلكـم عرفانـي
ولأسعطن من الفضول أنوفكم سعطا يعطـس منـه كـل جبـان
إني بحمد الله عند قتالكـم لمحكـم فـي الحـرب ثبـت جنـان
وإذا ضربت فلا تخيب مضاربي وإذا طعنت فلا يروغ طعانـي
وإذا حملت علـى الكتيبـة منكـم مزقتهـا بلوامـع البرهـان
الشرع والقرآن أكبر عدتـي فهمـا لقطـع حجاجكـم سيفـان
ثقلا على أبدانكم ورؤوسكم فهمـا لكسـر رؤوسكـم حجـران
إن أنتـم سالمتـم سولمتـم وسلمتـم مـن حيـرة الـخـذلان
ولئن ابيتم واعتديتم في الهوى فنضالكم فـي ذمتـي وضمانـي
يا ( ليبرالية ) يا اسافلـة الـورى يـا عمـي يـا صـم بـلا آذان
أني لأبغضنكم وأبغض حزبكـم بغضـا أقـل قليلـه أضغانـي
لو كنت أعمى المقتلتين لسرني كيـلا يـرى إنسانكـم إنسانـي
تغلـي قلوبكـم علـي بحرهـا حنقـا وغيظـا أيمـا غلـيـان
موتوا بغيضكم وموتوا حسرة وأسا علي وعضـوا كـل بنـان
قد عشت مسرورا ومت مخفرا ولقيت ربي سرنـي ورعانـي
وأباحني جنات عـدن آمنـا ومـن الجحيـم بفضلـه عافانـي
ولقيت أحمد في الجنان وصحبه والكـل عنـد لقائهـم أدنانـي
لم أدخر عملا لربي صالحا لكـن بإسخاطـي لكـم أرضانـي
أنا تمرة الأحباب حنظلة العدا أنا غصة في حلق مـن عادانـي
يا ( ليبرالية ) يا جميع مـن أدعـى بدعـا وأهـواء بـلا برهـان
جاءتكـم سنيـة مأمونـة مـن شاعـر ذرب اللسـان مـعـان
إني قصدت جميعكم بقصيدة هتكـت ستوركـم علـى البلـدان
هـي للروافـض درة عمريـة تركـت رؤوسهـم بــلا آذان
هـي للمنجـم والفيلسوف منيـة فكلاهمـا ملقـان مختلـفـان
هي في رؤوس المارقين شقيقة ضربت لفرط صداعها الصدغان
هي في قلوب ( الليبرالية ) كلهم صاب وفي الأجسـاد كالسعـدان
لكن لأهل الحق شهد صافيا أو تمـر يثـرب ذلـك الصيحانـي
وأنـا الـذي حبرتهـا وجعلتهـا منظومـة كقلائـد المرجـان
ونصرت أهل الحق مبلغ طاقتي وصفعت كل مخالـف صفعـان
وان شاء الله اني سأستمر في فضحهم وقد نويت بإذن الله ان اكتب لكم سلسلة الرد على اهل الباطل والشبهات بعد ان اجمعها و اوثقها بحول الله تعالى كي تروا انهم اصحاب هوى و كلامهم بلا حجة ولا برهان . انتهى - عفى الله عني وعنكم - .

الأربعاء، 6 يناير 2010

سألوني فأجبت . . ما تورعت


اما بعد :
فإن وصلكم معنى كتابي هذا فإعلموا اني قريب منكم .. وان لم يصل فإعلموا اني انا البعيد عنكم .


نزلت عند قوم في ارض بين الحجاز ونجد فسألوني عن الحب .. قالوا : حدثنا يا رجل عن ما يسمى بالحب ؟

قلت ( زوجني الله ) : استيقظت يوما ما على خيانة . . او صدى خيانة .. اظنها كذلك .
ثم تناولت كوز الماء وكان ماء زمزم به ماء ورد زاده بريقا علاوة على حلاه .. ثم فكرت .. و فكرت .. فقدرت . . فقلت : عفى الله عن صاحب سذاجة قديمة !
ذهبت الى صومعتي بعد ان افقت من النوم و افقت من الصدمة .. فقلت : لله علي نذر لأبينن للناس ما غمي عليهم .

فنزلت الى العامة بعد ان صليت ركعتين في محرابي .. فقلت : يا قوم .. يا قوم .. هلم هلم . . الي ّ الي ّ .. انخ ايها الصادي الشديد ضمائه و رد منهلا احلى من الشهد مائه !
قاطعتني امرأة اظنها من البربر الغجر : رحماك ربي من هذا المجنون ! ضحك الرجال والنساء فقلت : اليك عني يا غجرية ! اني منذر اشفق عليكم .
قالوا ما بالك ؟ قلت : رأيت رجالا ليسوا برجال و رأيت نساءا ليسوا بنساء .. اتخذوا من الحب وسيلة للغنى .. واصبح الحب في زمانهم مجرد كلام ينثر ليس له معنى .
قالوا كيف يا رجل ؟ قلت : سمعت عن فتاة تحب عشرة و تعشق اثنان و هائمة بثلاثة ! قالوا : صدقت ! وما تقول في الرجال.. قلت : رأيت رجل يحب عشرة و يسهر مع اربعة و لا يعشق احد !
قالوا : رحمك الله انهم مخادعين . . متلونين .. و لكن اين ذهب الحب ؟
قلت : هو فجر كذوب .. لا لباس في ليله و لا معاش في نهاره .و لم اسمع به الا في خيالات القصص .

ثم رأيت شيخ كبير من بين الحضور بدت عليه علامات السهر و الهوى قال : اذهب يا رجل والله لا اصدق حديثك .
ثم مكثت 4 حجج ( اي 4 سنوات ) فطرق باب ( شقتي ) احدهم : لم انظر من ( العين السحرية ) فتحت الباب واذا بشيخ كبير قد سالت دموعه على لحيته ..
قال : انت ذلك الرجل الذي خرج ينذر الناس من الحب ؟ قلت : انا هو بعينه ومينه .. فماذا تريد ؟
قال : غفر الله لي ولك .. ليتني صدقتك . . لقد احببت من النساء اربع و كلهن غواني .. كلهن اماني .. كلهن حروف عشق وهوى كاذب .
قلت : لأجل وقار لحيتك سأتركك تلهو من جديد كي تستفيد يا ( عم ) من حياتك ..
ثم سألني بعد ان كفكف دموعه : وقال الا تحب يا ابن عباس ؟ ضحكت فقلت : انصرف عني قبح الله وجه الحب اليوم و وجهك ! .. انا لن احب الا والدتي و زوجتي .. فإبتسم قائلا : حفظ الله لك والدتك و ... زوجك قريبا .

ذل السقوط . . من الحجاز الى العراق !


هذه المرة بـ : قلمي . . والحبر جاف : ) .

حدثني ابا عثمان عن ابيه عن جده انه قال : نزلنا يوما عند قوم لنا يسكنون نجد .. وقد اهلكنا السفر
وتعبنا من الترحال . . قال : فقلت لأبي : رحمك الله لو جلسنا بمكة ! قال : نظر اليّ نظرة خلته انه يريد قطع لساني !
يقول : صمتنا . فبعد ان وصلنا للقوم سلمنا عليهم و قلنا : يا اهل نجد ان الأرض اجدبت .. قالوا : لا !
قلنا : ان الأرض تشتاق للماء شوق الأم لرضيعها .. قالوا : لا !
قلنا : اذا هذا سراب . قالوا : ربما .

قال الراوي : ثم قررنا اكمال المسيرة بإتجاه العراق طلبا للعيشة الهنية . . وبعد اشهر وصلنا لبغداد .. فإذا هي ليست بغداد . . واذا الناس ليسوا بالناس . . قال جده لأبيه : اذهب و استقص خبر القوم .. ما بالي لا ارى مساكنهم . . لا ارى قائدهم . . لا ارى الا حمرا مستنفرة !
قال : ذهب والدي يستقصي الأخبار . . قال : فعاد والدي . قال . قلت : اخبرني ماذا رأيت ؟ قال : اتيتك بخبر القوم يا شيخنا .

فإذا التحرك جمود .. واذا النار رماد .. حين قال بكل اسف : هؤلاء المسلمين ضيعوا اهل الإسلام بيد قوم يقال لهم الأمريكان .. وسقطت بغداد .. عاصمة البطولات .. مجد الحضارات .. ملتقى الأدباء و وطن الأباء .. قاطعني وقال : ولكنها قبلة الفتن يا ولدي .. قلت : فلتكن يا ابا عبدالله ولكنها مسلمة عربية . الا تكفي ان تسقط القدس ؟ مصر ؟ الرياض ؟ .

ثم مشينا قليلا في بغداد حينها شاهدت المنظر الذي قتلني و قتلني ثم اعاد قتلي .. قال الراوي : فإذا نحن سائرون نطلب الخبز و ( الفول ) والشاي .. اذ رأينا امرأة بغدادية كانت غنية .. كانت ثرية .. كانت عزيزة النفس قوية .. اوقفتنا على الطريق فقالت : ماء .. اريد ان اعيش ! قال : قلت : يا ابا عثمان غفر الله لك . اسقها الماء ! قال لا اجده و( صاح ) والله لا اجده ! قال : فرأينا مستنقعا والمرأة على وشك الهلاك .. قال : ذهبت اليه مسرعة تقول : الحمدلله الحمدلله ماء ماء !! ماكانت تدري او انها تدري ولكن لا تبالي بأنه غثاء .. زبد .. هراء .. ملطخ بالأوساخ والقاذورات التي تشبه وجه ذلك الأمريكي الذي يجلس هناك !

بعد ذلك بكيت وهممت ان اعود الى الحجاز وانشدت قائلا : في زمان الصقور صرنا حمام . . كيف يحيا مع الصقور حمام ؟! فقاطعني ابا عبدالله وقال : عفى الله عنك . . هلاّ انشدت غير هذا ؟

نعم واللهِ أخجل . .


لشاعر الأمة : العشماوي عبدالرحمن .

نعم، واللهِ، أخجل من خضوعي
ومن هذا التذلُّلِ والخُنوعِ . .


نعم، واللهِ، أخجل من وقوفي
وراءَ قطارِ عالمنا السَّريعِ


نعم، واللهِ، أخجل من سكوتي
على ظُلْمٍ من الباغي فَظيعِ
وأخجل من بَني الإسلام لمَّا
أراهم في زماني كالقطيعِ
جموعٌ تَمْلأُ الدنيا ضجيجاً
فوا أسفا على تلك الجموعِ
يحاصرها الظلامُ وما نراها
تَمُدُّ يداً لإيقادِ الشموعِ .


نعم، واللهِ، أخجل حين تبدو
شموسُ المكرماتِ بلا سطوعِ
وحين نرى ملايين الضَّحايا
فنلقاهم بإحساسِ الصَّقيعِ
تُدَكُّ معاقلُ الإسلامِ دَكَّاً
ويشتعل الأسى بين الضلوعِ
وتُسْلَبُ أرضُنا شبراً فشبراً
ونحن نخافُ من ذَرْفِ الدُّموعِ
نرى في الأَسْر أُولى قبلتينا
ونسمع صرخةَ الطفلِ الرضيعِ
ونُبصر غَزَّةَ الأَمجادِ تُصْلَى
بنار الظلمِ والفَتْكِ الذَّريعِ
يحاصر أهلَها خوفٌ وجوعٌ
وما أقساه من خوفٍ وجوعِ


وفي أرضِ العراقِ نرى خريفاًَ
من المأساةِ يعصف بالرَّبيعِ
وتلعب بالقوانين الأعادي
فما للحقِّ فيها من شفيع
قوانينٌ تصون حقوق كلبٍ
وترفع قَدْرَ كذابٍ وضيعِ
وتُهدر حقَّ أمتنا جميعاً
وتُغلق دونَها بابَ الرُّجوعِ
ونحن على موائدنا، نسينا
أنينَ جريحنا وَدَمَ الصَّريعِ
كأنَّ خضوعَنا القاسي لسانٌ
يقول لأمَّة الإسلامِ: ضِيعي .


نعم واللهِ أخجل من أُصولي
تموتُ على يديَّ ومن فُروعي
وأخجل من قضايانا تُعاني
ولم تفرحْ بجهدِ المستطيعِ


نعم، واللهِ، أخجل حين تُطوى
سجايانا على هذا الخضوعِ