اما بعد :
فإن وصلكم معنى كتابي هذا فإعلموا اني قريب منكم .. وان لم يصل فإعلموا اني انا البعيد عنكم .
نزلت عند قوم في ارض بين الحجاز ونجد فسألوني عن الحب .. قالوا : حدثنا يا رجل عن ما يسمى بالحب ؟
قلت ( زوجني الله ) : استيقظت يوما ما على خيانة . . او صدى خيانة .. اظنها كذلك .
ثم تناولت كوز الماء وكان ماء زمزم به ماء ورد زاده بريقا علاوة على حلاه .. ثم فكرت .. و فكرت .. فقدرت . . فقلت : عفى الله عن صاحب سذاجة قديمة !
ذهبت الى صومعتي بعد ان افقت من النوم و افقت من الصدمة .. فقلت : لله علي نذر لأبينن للناس ما غمي عليهم .
فنزلت الى العامة بعد ان صليت ركعتين في محرابي .. فقلت : يا قوم .. يا قوم .. هلم هلم . . الي ّ الي ّ .. انخ ايها الصادي الشديد ضمائه و رد منهلا احلى من الشهد مائه !
قاطعتني امرأة اظنها من البربر الغجر : رحماك ربي من هذا المجنون ! ضحك الرجال والنساء فقلت : اليك عني يا غجرية ! اني منذر اشفق عليكم .
قالوا ما بالك ؟ قلت : رأيت رجالا ليسوا برجال و رأيت نساءا ليسوا بنساء .. اتخذوا من الحب وسيلة للغنى .. واصبح الحب في زمانهم مجرد كلام ينثر ليس له معنى .
قالوا كيف يا رجل ؟ قلت : سمعت عن فتاة تحب عشرة و تعشق اثنان و هائمة بثلاثة ! قالوا : صدقت ! وما تقول في الرجال.. قلت : رأيت رجل يحب عشرة و يسهر مع اربعة و لا يعشق احد !
قالوا : رحمك الله انهم مخادعين . . متلونين .. و لكن اين ذهب الحب ؟
قلت : هو فجر كذوب .. لا لباس في ليله و لا معاش في نهاره .و لم اسمع به الا في خيالات القصص .
ثم رأيت شيخ كبير من بين الحضور بدت عليه علامات السهر و الهوى قال : اذهب يا رجل والله لا اصدق حديثك .
ثم مكثت 4 حجج ( اي 4 سنوات ) فطرق باب ( شقتي ) احدهم : لم انظر من ( العين السحرية ) فتحت الباب واذا بشيخ كبير قد سالت دموعه على لحيته ..
قال : انت ذلك الرجل الذي خرج ينذر الناس من الحب ؟ قلت : انا هو بعينه ومينه .. فماذا تريد ؟
قال : غفر الله لي ولك .. ليتني صدقتك . . لقد احببت من النساء اربع و كلهن غواني .. كلهن اماني .. كلهن حروف عشق وهوى كاذب .
قلت : لأجل وقار لحيتك سأتركك تلهو من جديد كي تستفيد يا ( عم ) من حياتك ..
ثم سألني بعد ان كفكف دموعه : وقال الا تحب يا ابن عباس ؟ ضحكت فقلت : انصرف عني قبح الله وجه الحب اليوم و وجهك ! .. انا لن احب الا والدتي و زوجتي .. فإبتسم قائلا : حفظ الله لك والدتك و ... زوجك قريبا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق